منتديات اشبال الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:14 pm



كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فقد
تكلمنا في مقال سبق عن الأدب مع الله -تعالى-، وذكرنا أن الأدب هو الدين
كله، وأن الملتزم بهذا الدين العظيم هو المؤدب على الحقيقة.


وذكرنا
أن الأدب مع الله -تعالى-، هو الأصل لما وراءه من أدب مع الرسول -صلى الله
عليه وسلم-، وأدب مع الخلْق، لأن الله -سبحانه وتعالى- هو الآمر به -عز
وجل-.


ومما
أمرنا الله -تعالى- به: الأدب مع رسوله ومصطفاه وخليله محمد -صلى الله
عليه وسلم-، ولكي يكون المسلم مؤدباً مع الرسول -صلى الله عليه وسلم-،
فلابد من:


1- تحقيق الاعتقاد الصحيح فيه.

2- تحقيق المحبة الصادقة له.

3- تحقيق الاتباع الصحيح له.

هذا
يشمله العبارة الجميلة التي يتناولها العلماء، ويتواصلون بها مع طلابهم:
"تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وعبادة
الله بما شرع وأمر".


أولاً: تحقيق الاعتقاد الصحيح فيه -صلى الله عليه وسلم-

- لقد رفع الله ذكر نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فلا تقبل شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمداً رسول الله.

قال مجاهد -رحمه الله- في قوله -تعالى-: (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ): لا أُذكر إلا ذكِرتَ معي، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله.

قال -صلى الله عليه وسلم-: (أمرت
أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله،
ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم
إلا بحقها وحسابهم على الله) رواه مسلم.


قال
النووي -رحمه الله-: "اتفق أهل السنة من المحدثين والفقهاء والمتكلمين على
أن المؤمن الذي يُحكم بأنه من أهل القبلة ولا يخلد في النار لا يكون إلا
من اعتقد بقلبه دين الإسلام اعتقاداً جازماً خالياً من الشكوك، ونطق
بالشهادتين، فإن اقتصر على إحداهما لم يكن من أهل القبلة أصلاً إلا إذا
عجز عن النطق لخلل في لسانه، أو لعدم التمكن منه لمعاجلة المنية أو لغير
ذلك فإنه يكون مؤمناً" ا.هـ شرح مسلم1/ 149.


- ومن رفع الله ذكر نبينا -صلى الله عليه وسلم-:
أن الله -تعالى- أخذ العهد والميثاق على النبيين لئن بُعث محمد -صلى الله
عليه وسلم- وأحد منهم حي ليؤمنن به ولينصرنه كما قال ابن عباس -رضي الله
عنهم- في قول الله -تعالى-: (وَإِذْ أَخَذَ
اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ
وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ
لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ
عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا
مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)(آل عمران:81).


وثبت
أن عمر -رضي الله عنه- قال: يا رسول الله، إني أمرت بأخ يهودي من قريظة،
فكتب لي جوامع من التوراة، ألا أعرضها عليك؟ فتغير وجه رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- وقال: (والذي نفسي بيده لو أصبح فيكم موسى -عليه السلام- ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم، إنكم حظي من الأمم، وأنا حظكم من النبيين) رواه أحمد. انظر صحيح الجامع 5308.


فالرسول
محمد خاتم الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليه- دائماً إلى يوم الدين، وهو
الإمام الأعظم الذي لو وُجد في أي عصر وُجد، لكان هو الواجب الطاعة،
المُقدَّم على الأنبياء كلهم، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا
ببيت المقدس، وكذلك هو الشفيع في المحشر في إتيان الرب -جل جلاله- لفصل
القضاء بين عباده، وهو المقام المحمود الذي لا يليق إلا له، والذي يحيد
عنه أولوا العزم من الأنبياء والمرسلين، حتى تنتهي النبوة إليه، فيكون هو
المخصوص به -صلوات الله وسلامه عليه-." أ.هـ من التفسير 2/378.


ومن رفع ذكر نبينا -صلى الله عليه وسلم-: أن جعله الله خاتم النبيين ورسولاً للعالمين مبشراً ونذيراً، قال الله -تعالى-: (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ)(الأحزاب:40)، وقال -تعالى-: (وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ)(الأنعام:19)، وقال -تعالى-: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)(الأنبياء:107).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس عامة) رواه البخاري ومسلم.

وأخبر
-صلى الله عليه وسلم- أنه سيكون كذابون يدَّعون النبوة، فكان منهم
القادياني وميرزا الملقب ببهاء الله، وأتباعه يعرفون بالبهائية الذي
يؤمنون بنبوته، وأنه نسخ له بعض شريعة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وهؤلاء
كفار مرتدون تقام عليهم الحجة بالآية، وبقوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين،لا نبي بعدي) رواه مسلم.


فإن
أصرَّ فهو كافر مرتد يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأنه مكذّب لله ولرسوله
-صلى الله عليه وسلم، فيجب علينا أن نؤمن بكل ما سبق، وأن نصدقه -صلى الله
عليه وسلم- في كل ما أخبر عن ربه -تعالى-، وما أعلمه الله إياه من أنباء
ما قد سبق وما كان وما سيكون.


ويجب الانتباه أيضاً إلى المسألة المهمة التي التبست على كثير من المسلمين بسبب دعاة الباطل وعلماء السوء، وهي
مسألة إيمان اليهود والنصارى، وهل معنى أنهم أهل كتاب أنهم موحدون وناجون
يوم القيامة، وأنهم أهل دين صحيح من دين الله كالإسلام تماماً، وأنه يسوغ
لهم ما يعتقدونه من الاعتقادات الباطلة في الله وفي رسوله -صلى الله عليه
وسلم- إلى أخر هذه المسائل التي صارت شبهات عند كثير من المسلمين.


اعلم
-أخي الكريم- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مرسل إلى العالمين الجن
والإنس أهل الكتاب وغيرهم، وأن من لم يؤمن به -صلى الله عليه وسلم- منهم
فهو كافر، وإن مات على ذلك فهو عدو لله -تعالى-، ومن أهل النار خالداً
فيها.


قال الله -تعالى-: (يَا
أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً
مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ
جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ
مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ
الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ
مُسْتَقِيمٍ)(المائدة:15-16)

.يتبع ان شاء الله


عدل سابقا من قبل mahmoud في 11/8/2011, 11:20 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:15 pm


قال
ابن جرير -رحمه الله-: "قد جاءكم يا أهل التوراة والإنجيل من الله نور،
يعني بالنور: محمد -صلى الله عليه وسلم-، والذي أنار الله به الحق، وأظهر
به الإسلام، ومحق به الشرك، فهو نور لمن استنار به، يبين الحق..." أ.هـ من تفسيره 4/2792.


وقال الله -تعالى-: (وَلَمَّا
جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ نَبَذَ
فَرِيقٌ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ كِتَابَ اللَّهِ وَرَاءَ
ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ)(البقرة:101)


وقال -صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده،لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي أو نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) رواه مسلم.

وفي حديث بعـْث النبي -صلى الله عليه وسلم- معاذاً -رضي الله عنه- إلى اليمن قال له -صلى الله عليه وسلم-: (إنك
تأتي قوماً من أهل الكتاب فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً
رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في
كل يوم وليلة...) رواه مسلم.


واعلم
أن إيمان اليهود أنه من تمسك بالتوراة وسنة موسى -عليه السلام- وشريعته
كان مؤمناً مقبولاً، حتى جاء عيسى، فكان الواجب اتباعه، وكان من أبى
اتباعه مخذولاً مردوداً، حتى جاء النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجب
اتباعه، وكان من لم يتبعه كافراً على الحقيقة بموسى وعيسى -عليهما السلام-.


ولا ينافي هذا ما ورد عن ابن عباس :قال -تعالى-: (إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ
مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ
أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ
يَحْزَنُونَ)(البقرة:62) فأنزل الله بعد ذلك: (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(آل عمران:85).


فإن
هذا الذي قاله ابن عباس إخبار عن أنه لا يقبل من أحد طريقة ولا عملاً إلا
ما كان موافقاً لشريعة محمد -صلى الله عليه وسلم- بعد أن بعثه به، فأما
قبل ذلك، فكل من اتبع الرسول في زمانه فهو على هدى وسبيل نجاة.


فاليهود
أتباع موسى -عليه السلام- كانوا يتحاكمون إلى التوراة في زمانهم، فلما بعث
عيسى -عليه السلام- وجب على بني إسرائيل اتباعه والانقياد له، فأصحابه
وأهل دينه هم النصارى، فلما بعث الله محمداً -صلى الله عليه وسلم- خاتماً
للنبيين ورسولاً إلى بني آدم على الإطلاق وجب عليهم تصديقه فيما أخبر،
وطاعته فيما أمر، والانكفاف عما عنه زجر، وهؤلاء هم المؤمنون حقاً، وسميت
أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- مؤمنين لكثرة إيمانهم، وشدة إيقانهم،
ولأنهم
يؤمنون بجميع الأنبياء الماضية والغيوب الآتية" أ. هـ من كلام بابن كثير
في تفسيره 1/103. وهو تحقيق نفيس جداً، فجزاه الله خيراً، ورحمه رحمة
واسعة.


ويجب أن تَضُمَّ إلى ذلك أيضاً أن شريعته -صلى الله عليه وسلم- خاتمة الشرائع السابقة، وأنها ناسخة لها، قال الله -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا
إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ
الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ
اللَّهُ)(المائدة:48).


قال
الإمام ابن كثير -رحمه الله-: (لما ذكر -تعالى- التوراة التي أنزلها على
موسى كليمه ومدحها، وأثنى عليها، وأمر باتباعها حيث كانت سائغة الاتباع،
وذكر الإنجيل ومدحه، وأمر أهله بإقامته واتباع ما فيه كما تقدم بيانه، شرع
في ذكر القرآن العظيم الذي أنزله على عبده ورسوله الكريم، فقال -تعالى-: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) أي: بالصدق الذي لا ريب فيه أنه من عند الله -تعالى-.


(مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ)
أي: الكتب المتقدمة المتضمنة ذكره ومدحه، وأنه سينزل من عند الله على عبده
ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم- فكان نزوله كما أخبرت به.


(وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) أي: أمين على الكتب السابقة، فما وافقه منها فهو حق، وما خالفه منها فو باطل. قال ابن عباس، وعنه: شهيداً، وعنه: حاكماً.

ولا
منافاة؛ فهو أعظم هذه الكتب وأشملها وخاتمها حيث جمع الله فيه محاسن ما
قبله، وزاده من الكمالات ما ليس في غيره، فلهذا جعله شاهداً وأميناً
وحاكماً عليها كلها، وتكفل الله -تعالى- حفظه بنفسه الكريمة حيث قال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(الحجر:9) أ.هـ التفسير 2/67.


أخي الكريم:

نجاتنا
في الآخرة، وسعادتنا في هذه الدنيا في هذه العقيدة، فهي الحصن الحصين لنا،
فعُض عليها النواجذ، وأَنِرْ بها قلبك، وادع بها، وسل الله الثبات عليها
إلى الممات.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:16 pm



تحقيق المحبة الصادقة له -صلى الله عليه وسلم-

إن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- واجبة، ويجب تقديمها على النفس والوالد والولد؛ لقول الله -تعالى-: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)(الأحزاب:6)، ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين) رواه مسلم، وفي رواية له أيضاً: (حتى أكون ِأحب إليه من أهله وماله والناس أجمعين).

قال الخطابي -رحمه الله-: "معناه: لا تصدق في حبي حتى تفني في طاعتي نفسك، وتؤثر رضاي على هواك، وإن كان فيه هلاكك".

وقال
ابن بطال -رحمه الله-: "معناه: أن من استكمل الإيمان علم أن حق النبي -صلى
الله عليه وسلم- آكد عليه من حق أبيه وابنه والناس أجمعين، لأن به -صلى
الله عليه وسلم- استنقذنا من النار، وهدينا من الضلال".


وقال
القاضي عياض -رحمه الله-: "ومن محبته -صلى الله عليه وسلم- نصرة سنته،
والذب عن شريعته، وتمني حضور حياته، فيبذل ماله ونفسه دونه. وإذا تبين أن
حقيقة الإيمان لا يتم إلا بذلك، ولا يصح الإيمان إلا بتحقيق إعلاء قدر
النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومنزلته على كل والد وولد ومحسن ومفضل، ومن
لم يعتقد هذا، واعتقد سواه، فليس بمؤمن". أ.هـ من شرح مسلم2/ 19.


كما أن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- سبب لتحصيل لذة الإيمان وحلاوته، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما...) متفق عليه.

درجات محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-

قال ابن رجب -رحمه الله-:

"محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على درجتين:

إحداهما:
فرض، وهي المحبة التي تقتضي قبول ما جاء به الرسول -صلى الله عليه وسلم-
من عند الله، وتلقيه بالمحبة والرضا والتعظيم والتسليم، وعدم طلب الهدى من
غير طريقه بالكلية، ثم حسن الاتباع له فيما بلغه عن ربه من تصديقه في كل
ما أخبر به، وطاعته فيما أمر به من الواجبات، والانتهاء عما نهى عنه من
المحرمات، ونصرة دينه، والجهاد لمن خالفه بحسب القدرة، فهذا القدر لابد
منه، ولا يتم الإيمان بدونه.


والدرجة
الثانية: فضل، وهي المحبة التي تقتضي حسن التأسي به، وتحقيق الاقتداء
بسنته في أخلاقه وآدابه ونوافله وتطوعاته وأكله وشربه ولباسه، وحسن
معاشرته لأزواجه، وغير ذلك من آدابه الكاملة وأخلاقه الطاهرة، والاعتناء
بمعرفة سيرته وأيامه، واهتزاز اللب عند ذكره، وكثرة الصلاة عليه لما سكن
في القلب من محبته وتعظيمه وتوقيره، ومحبة استماع كلامه وإيثاره على كلام
غيره من المخلوقين.


- ومن أعظم ذلك: الاقتداء به في زهده في الدنيا والاجتزاء باليسير منها، ورغبته في الآخرة." أ.هـ من (استنشاق نسيم الأنس صـ34/35).

بواعث محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-

لابد وأن نستثير محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- في أنفسنا، وذلك بما يلي:

أولاً: أن نوافق الله -تعالى- في مراده، لأن الله -تعالى- قد اتخذه -صلى الله عليه وسلم- خليلاً.

ثانياً:" أن نعلم أن مقتضى الإيمان به -صلى الله عليه وسلم- محبته وتوقيره ومحبته على محبة كل أحد، ونصرته بكل مستطاع.

قال الله -تعالى-: (فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(الأعراف:157).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:

"التعزير
اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير اسم جامع لكل ما
فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم
والتعظيم ما يصونه عن كل ما يخرجه عن حدّ الوقار". أ.هـ. من الصارم
المسلول 1/45.


ثالثاً: التعرف على خصائصه ومميزاته التي ميزه الله به، وهي كثيرة عظيمة شريفة تجدها في كتب المناقب من دواوين السنة.

رابعاً:
التفكر في جهاده -صلى الله عليه وسلم- حق جهاده حتى أتاه اليقين من ربه
-تعالى-، وكذلك التفكر في رحمته وشفقته وحرصه على هداية قومه والأمثلة على
ذلك كثيرة من سيرته -صلى الله عليه وسلم-.


وكذلك
التفكر في هذا الخير الذي نحن فيه من الهداية والإيمان، فقد هدانا الله
به، وأخرجنا الله به من الظلمات إلى النور، فهو أول المسلمين، وأول
المؤمنين، وأول الداعين إلى الله -تعالى-.


خامساً: كثرة الصلاة والتسليم عليه -صلى الله عليه وسلم-، قال الله -تعالى-: (إِنَّ
اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً)(الأحزاب:56).


وهذا
تكريم الله لرسولنا -صلى الله عليه وسلم-، ومن رَفْع ذكره، إذ أطبق أهل
السموات والمؤمنون من أهل الأرض على الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-.


وفوق ذلك صلاة الله -تعالى- عليه، وهي الثناء عليه في الملأ الأعلى!

وهذه
الآية مع أحاديث أخر دليل على وجوب الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-
إذا ذُكِر، وأما ابتداءً فهو استحباب، لأن الله أمر بها، والأمر يفيد
الوجوب، وقول جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصل عليك)(رواه البيهقي وصححه الألباني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:17 pm


وقوله -صلى الله عليه وسلم-: (البخيل من ذُكِرتُ عنده فلم يصلّ عليّ)(رواه
الترمذي وصححه الألباني)، وجعل الله -تعالى- الثواب العظيم في الصلاة
والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم-، فعن أبي بن كعب -رضي الله عنه- قال: (كان
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج في ثلثي الليل فيقول: جاءت الراجفة
تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه. وقال أبي: يا رسول الله، إني أصلي من
الليل، أفأجعل لك ثلث صلاتي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الشطر -أي النصف-.
قال: أفأجعل لك شطر صلاتي؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: الثلثان أكثر.قال:
أفأجعل لك صلاتي كلها؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: إذن يغفر لك ذنبك كله)(رواه أحمد والترمذي، وقال الألباني حسن صحيح).



ومعناه
أن أُبياً -رضي الله عنه- أراد أن يجعل من الليل وقتاً معيناً للصلاة على
النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقال له النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا
جعلت هذا الوقت من الليل كله للصلاة علي يغفر ذنبك كله.



وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى عليّ حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة)(رواه الطبراني وحسنه الألباني).


وقال -صلى الله عليه وسلم-: (من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات وحطت عنه عشر خطيئات ورفعت له عشر درجات)(رواه النسائي وصححه الألباني).


- والدعاء محجوب حتى يصلى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (كل دعاء محجوب حتى يصلى على النبي صلى الله عليه وسلم)(رواه بقي بن مخلد في المنتقى، حسن بشواهده).


- وجعل الله -تعالى- ملائكة خاصة سياحين في الأرض يبلغون النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أمته السلام حيث قال -صلى الله عليه وسلم-: (إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام)(رواه النسائي وصححه الألباني).


-
وأي مجلس لا يذكر فيه الله -تعالى-، ولا يصلى على النبي -صلى الله عليه
وسلم- فيه إلا كان على أهله حسرة يوم القيامة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله -تعالى- فيه، ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم ترة -أي: حسرة-، فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)(رواه الترمذي وصححه الألباني).



- وأمرنا -صلى الله عليه وسلم- أن نكثر من الصلاة والسلام عليه في يوم الجمعة حيث قال: (إن
من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة فأكثروا علي
من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي فقالوا يا رسول الله وكيف تعرض
صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت فقال قال إن الله حرم على الأرض أجساد
الأنبياء)(رواه أبو داود وصححه الألباني).



حبّ الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-


لقد
عبَّر عليٌّ -رضي الله عنه- عن محبة الصحابة للنبي -صلى الله عليه وسلم-
أصدق تعبير بقوله: "كان أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا وأهلينا
وأمهاتنا ومن الماء البارد على الظمأ".



وانظر
لشهادة عروة بن مسعود قبل إسلامه لصحابة النبي -صلى الله عليه وسلم-
وتوقيرهم وحبهم الشديد له -صلى الله عليه وسلم-، يقول عروة بن مسعود -رضي
الله عنه-: (والله
لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكا
قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداً، والله إن يتنخم نخامة إلا
وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا
توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدون
النظر إليه تعظيما له) رواه البخاري.



وانظر
أيضاً لشهادة أبي سفيان -رضي الله عنه- قبل إسلامه، وهو يقول لزيد بن
الدثنة -رضي الله عنه- حين قدموه ليقتلوه: "أنشدك الله يا زيد، أتحب أن
محمداً عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله، ما أحب
أن محمداً الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة توذيه، وأنا جالس في
أهلي. قال أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحداً يحب أحداً كحب أصحاب محمد
محمداً" رواه ابن إسحاق.



وانظر إلى الرجل الذي لا نعرفه ولكن الله يعرفه، الذي جاء إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: (إنك
لأحب إلي من نفسي، وإنك أحب إلي من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك، فما
أصبر حتى آتي فأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة
رفعت مع النبيين، وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك، فلم يرد عليه
النبي -صلى الله عليه وسلم- شيئاً حتى نزل جبريل بهذه الآية: (وَمَنْ
يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ
وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً)(رواه الطبراني بسند حسن).



وكذلك الرجل الذي سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- متى الساعة؟ قال:
(إنها لآتية، فما أعددت لها؟ قال: لم أعد لها كثير صلاة ولا صيام غير أني
أحب الله ورسوله. فقال -صلى الله عليه وسلم-: المرء مع من أحب. قال أنس
-رضي الله عنه-: فما فرح الصحابة بشيء فرحهم بهذا. قال أنس: وأنا أحب
الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر)(رواه الترمذي وصححه الألباني).



قلت: وأنا أحب الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر وعمر وباقي العشرة والصحابة أجمعين والصالحين من هذه الأمة!


- ويقول عمرو بن العاص -رضي الله عنه-: (ما
كان أحد أحب إلي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولا أجلَّ في عيني
منه إجلالاً له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه) رواه مسلم.



-
وعمر -رضي الله عنه- يقول للعباس -رضي الله عنه- يوماً: (إن تُسلم أحب إلي
من أن يسلم الخطاب، لأن ذلك أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)(رواه
البيهقي والبزار).



-
بل ووصل الأمر ببعضهم أن يحب الطعام الذي كان -صلى الله عليه وسلم- يحبه،
ففي الصحيح عن أنس -رضي الله عنه- قال في حديث الخياط الذي دعا النبي -صلى
الله عليه وسلم- لطعام صنعه، وفيه: (فرأيت الرسول صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء -القـَرْع- من حوالي الصحفة. فلم أزل أحب الدباء من يومئذ) متفق عليه.



قال النووي: "يستحب أكل الدباء، وكذلك كل شيء كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبه، وأن يحرص على تحصيل ذلك" شرح مسلم 13/224.


-
وأيضاً جابر -رضي الله عنه- استضافه الرسول -صلى الله عليه وسلم- يوماً في
بيته، فلم يكن في البيت إلا فِلق من خبز وخل، فقال -صلى الله عليه وسلم-: (نعم الإدام الخل)،
يقول جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعتها من نبي الله -صلى الله عليه
وسلم-. وقال طلحة بن نافع: "ما زلت أحب الخل منذ سمعتها من جابر" رواه
مسلم7/14.



والأخبار في ذلك كثيرة جداً، ولو تتبعناها لطال بنا المقام، وفيما ذكرنا كفاية للمحب الصادق.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:18 pm


تحقيق الاتباع الصحيح للنبي -صلى الله عليه وسلم-

إن العباد مضطرون فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وما جاء به، وتصديقه فيما أخبر به، وطاعته فيما أمر.

فلا
سعادة ولا فلاح إلا من طريقه -صلى الله عليه وسلم-، ولا معرفة للخير من
الشر، وللطيب من الأقوال والأعمال والأخلاق إلا من هديه -صلى الله عليه
وسلم-.


وبمتابعته -صلى الله عليه وسلم- يتميز أهل الهدى من أهل الضلال.

قال الله -تعالى-: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)(النور:54)، لأنه يدعو إلى صراط مستقيم (صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)(الشورى:53) أ.هـ. تفسير ابن كثير 3/ 309.

وقال -تعالى-: (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(النور:56).
"يأمر -تعالى- عباده المؤمنين بإقامة الصلاة، وهي عبادة الله وحده لا شريك
له، وإيتاء الزكاة، وهي الإحسان إلى المخلوقين ضعفائهم وفقرائهم، وأن
يكونوا
في ذلك مطيعين لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أي: سالكين وراءه فيما به
أمرهم، وترك ما عنه زجرهم، لعل الله يرحمهم بذلك، ولاشك أن من فعل هذا أن
الله سيرحمه كما قال الله -تعالى- في الآية الأخرى: (أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ)(التوبة:71). أ.هـ. السابق3/311.


وقال -صلى الله عليه وسلم-: (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري) رواه أحمد بسند صحيح.

قال ابن القيم: "إن الله -تعالى-
أرسله رحمة للعالمين، وإماماً للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين. أرسله
على حين فترة من الرسل، فهدى به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل، وأوجب على
عباده طاعته وتوقيره وتعزيره ومحبته، والقيام بحقوقه، وسد دون جنته الطرق،
فلم تفتح إلا من طريقه، فشرح له صدره، ورفع له ذكره، ووضع عنه وزره، وجعل
الذلة والصغار على من خالف أمره، والعزة لأهل طاعته ومتابعته.


وبحسب
متابعة الإنسان الرسولَ -صلى الله عليه وسلم-، تكون العزة والكفاية
والنصرة، كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والصلاح والنجاح، فقد علق الله
السعادة والفلاح في الدارين بمتابعته، وجعل الشقاوة في الدارين في
مخالفته" أ.هـ. زاد المعاد 1/5.


قال الله -تعالى-: (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)(الكهف:110)، "أي: من كان يرجو ثوابه وجزاءه الصالح، ورؤيته أيضاً، لأن اللقاء يتضمن الرؤية (فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً)، موافقاً لشرع الله (وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً)،
وهو الذي يراد به وجه الله وحده لا شريك له، وهذان ركنا العمل المتقبل
لابد أن يكون خالصاً لله، وصواباً على شريعة رسول الله -صلى الله عليه
وسلم-". أ.هـ. تفسير ابن كثير 3/112.


وقال -تعالى-: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(الحشر:7)، "أي مهما أمركم به فافعلوه، ومهما نهاكم عنه فاجتنبوه، فإنه يأمر بخير وإنما ينهى عن شر". أ.هـ. ابن كثير 4/336.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه).

وفي الصحيحين عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله -تعالى-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).

قال
النووي -رحمه الله-: "قال أهل العربية: الرد هنا بمعنى المردود، ومعناه
فهو باطل غير معتد به، وهذا الحديث قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من
جوامع كلمه -صلى الله عليه وسلم-، فهو صريح في رد كل البدع والمخترعات،
وفي الرواية الثانية زيادة وهي أنه قد يعاند بعض الفاعلين في بدعة سُبـِق
إليها، فإذا احتج عليه بالرواية الأولى يقول: أنا ما أحدثت شيئاً، فيحتج
عليه بالرواية الثانية التي فيها التصريح برد كل المحدثات سواء أحدثها
الفاعل أو سبق بإحداثها.


وفي
هذا الحديث دليل لمن يقول من الأصوليين: "إن النهي يقتضي الفساد"، ومن
قال: "لا يقتضي الفساد" يقول: "هذا خبر واحد، ولا يكفي في إثبات هذه
القاعدة المهمة" وهذا جواب فاسد.


وهذا الحديث مما ينبغي حفظه واستعماله في إبطال المنكرات، وإشاعة الاستدلال به". أ.هـ. شرح مسلم 12/16.

قلت:
وهذا كلام متين من الإمام النووي -غفر الله له ورحمه- يدل على أنه من أهل
السنة والاتباع لا من أهل البدعة والاختلاف، وإن كان من خطأ وقع فيه،
فنسأل الله -تعالى- أن يغفره له.


أخي الكريم -بارك الله فيك-: إذا تبين لنا ما تقدم فلابد من مراعاة الآداب لكي تتحقق المتابعة الصحيحة للرسول -صلى الله عليه وسلم-.

أولاً:
كمال التسليم له، والانقياد لأمره، وتلقي خبره القبول والتصديق دون أن
يقدم عليها آراء الرجال وزبالات أذهانهم، كما فعل المبتدعة الضلال وغيرهم
ممن قدموا العقل على النقل، فردوا النصوص لتعارضها مع أفهامهم السقيمة
-بزعمهم-، فوقعوا في هُوة سحيقة أدت ببعضهم إلى الكفر -عياذاً بالله
-تعالى-، ولو علم هؤلاء الجهال الضلاّل أن الشرع حاكم، وأن ما سواه من
إنسان أو عقل محكوم، وأنا العقل مع الأدلة وفهمها طريق لاستنباط الأحكام
الشرعية، وأن الشرع المحكم المتين من لدن حكيم خبير قد أتى بما تحتار فيه
العقول السليمة، ويتوافق مع الفطر المستقيمة لا بما تستحيله هذه العقول؛
ما وقعوا فيما وقعوا فيه من هذا الضلال والخذلان!


قال الله -تعالى-: (اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ)(الأعراف:3)

"أي: اقتفوا آثار النبي الأمي -صلى الله عليه وسلم- الذي جاءكم بكتاب أنزل إليكم من رب كل شيء ومليكه (وَلا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاء)، أي: لا تخرجوا عما جاءكم به الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى غيره، فتكونوا قد عدلتم عن حكم الله إلى حكم غيره (قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ) كقوله -تعالى-: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ)(يوسف:103) أ.هـ. تفسير ابن كثير2/205.

ثانياً:
ألا يتقدم بين يديه -صلى الله عليه وسلم- بأمر ولا نهي، حتى يأمر هو وينهى
ويأذن، وهذا باقٍ إلى يوم القيامة لم ينسخ، ولا فرق في هذا التقدم بين
يديه في حياته أو بعد وفاته.


قال الله -تعالى-: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)(الحجرات:1)


قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "لا تقولوا خلاف الكتاب والسنة".

وقال الضحاك: "لا تقضوا أمراً دون الله ورسوله من شرائع دينكم".

قال
القرطبي -رحمه الله-: "لا تقدموا قولاً ولا فعلاً بين يدي الله وقول رسوله
وفعله فيما سبيله أن تأخذوه عنه من أمر الدين والدنيا، ومن قدَّم قوله أو
فعله على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقد قدمه على الله -تعالى-، لأن
الرسول -صلى الله عليه وسلم- إنما يأمر عن الله -عز وجل-". مختصر تفسير القرطبي 5/35.


وقال الجزائري -حفظه الله-: (لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ) أي: قولاً ولا عملاً ولا رأياً ولا فكراً. أي: لا تقولوا ولا تعملوا إلا تبعاً لما قال الله ورسوله، وشرع الله ورسوله، (وَاتَّقُوا اللَّهَ)
في ذلك، فإن التقدم بالشيء قبل أن يشرع الله ورسوله فيه معنى أنكم أعلم
وأحكم من الله ورسوله، وهذه زلة كبرى، وعاقبتها سوأى، ولذا قال: (إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ) أي: لأقوالكم، (عَلِيمٌ) بأعمالكم وأحوالكم". أيسر التفاسير 5/121.


وقال
ابن أبي العز الحنفي -رحمه الله-: "وطريق أهل السنة أن لا يعدلوا عن النص
الصحيح، ولا يعارضوه بمعقول، ولا قول فلان....، وكما قال البخاري -رحمه
الله-: سمعت الحميدي يقول: كنا عند الشافعي -رحمه الله- فأتاه رجل، فسأله
عن مسألة، فقال: قضى فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كذا وكذا. فقال
رجل للشافعي: ما تقول أنت؟ فقال: سبحان الله! تراني في كنيسة؟ تراني في
بيعة؟ تراني على وسطي زنار؟! أقول لك: قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وأنت تقول: ما تقول أنت؟ ونظائر ذلك في كلام السلف كثير، وقال -تعالى-: (وَمَا
كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً)(الأحزاب:36)". أ.هـ. شرح الطحاوية289.


ومن
كلام السلف في ذلك ما رواه الإمام أحمد -رحمه الله- بسنده عن ابن عباس
-رضي الله عنهما- قال: "ليس منا أحد إلا يؤخذ من قوله ويُدع غير النبي
-صلى الله عليه وسلم-".

وروى
البيهقي بسند صحيح عن أبي غطفان قال: كان ابن عباس -رضي الله عنهما- يقول
في الأصابع: عشر عشر "أي: كل أصبع فيه عشر من الإبل"، فأرسل إليه مروان
أمير المؤمنين فقال: أتفتي في الأصابع عشر عشر وقد بلغك عن عمر -رضي الله
عنه- في الأصابع، فقال ابن عباس: "رحم الله عمر، قول رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- أحق أن يتبع من قول عمر -رضي الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
المنتقبه بفضل الله
Admin



الجنس : انثى
عدد المساهمات : 141
الدولة :  كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Egyptc10

 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم    كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم I_icon_minitime11/8/2011, 11:19 pm

وبسند
صحيح أن ابن عباس -رضي الله عنهما- أفتى بوجوب التمتع بالعمرة إلى الحج،
فقال رجل: إن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- لا يريان التمتع بالعمرة إلى
الحج، ويريان أن إفراد الحج أفضل، فقال -رضي الله عنه-: "يوشك أن تنزل
عليكم حجارة من السماء؛ أقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
وتقولون: قال أبو بكر وعمر!"


وقال
الإمام أبو حنيفة -رحمه الله-: "إذا جاء الحديث عن رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- فعلى الرأس والعين، وإذا جاء عن الصحابة -رضي الله عنهم- فعلى
الرأس والعين، وإذا جاء عن التابعين فنحن رجال وهم رجال".


أي: في الاجتهاد؛ فهو إمام مجتهد -رحمه الله-.

وقال
أيضاً -رحمه الله-: "إذا قلت قولاً وكتاب الله يخالفه، فاتركوا قولي لكتاب
الله. قيل: إذا كان قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخالفه؟
قال:اتركوا قولي لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-. وقيل: إذا كان قول
الصحابة يخالفه؟ قال: واتركوا قولي لقول الصحابة.


وقال الإمام مالك -رحمه الله-: "ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر -صلى الله عليه وسلم-".

وقال
الإمام الشافعي -رحمه الله-: "أجمع العلماء على أن من استبانت له سنة رسول
الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن له أن يدعها لقول أحد".


وقال أيضاً -رحمه الله-: "إذا صح الحديث بما يخالف قولي فاضربوا بقولي الحائط".

وقال الإمام أحمد -رحمه الله-: "عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته، ويذهبون إلى رأي سفيان"، والله -تعالى- يقول: (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(النور:63) أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك".

وجميع الأئمة -رحمهم الله- قالوا لتلاميذهم: "إذا صح الحديث فهو مذهبي".

أي: سواء في حياتي ولم أعلم به، أو بعد مماتي فأنا تارك قولي، وذاهب إليه.

يقول ابن القيم -رحمه الله-: "أقسم الله -تعالى-
بأنه لا يؤمن أحد حتى يحكمه -صلى الله عليه وسلم- في كل ما ينازع هو وغيره
فيه، ثم يرضى بحكمه، فليس لأحد أن يختار شيئاً بعد أمره -صلى الله عليه
وسلم-، بل إذا أمر فأمره حتم، وإنما الخيرة في قول غيره إذا خفي أمره -صلى
الله عليه وسلم-، وكان ذلك الغير من أهل العلم به وبسنته، فبهذه الشروط
يكون قول غيره سائغ الاتباع لا واجب الاتباع، فلا يجب على أحد اتباع قول
أحد سواه، بل غايته أنه يسوغ له اتباعه، ولو ترك الأخذ بقول غيره لم يكن
عاصياً لله ورسوله، فأين هذا ممن يجب على جميع المكلفين اتباعه، ويحرم
عليهم مخالفته، ويجب عليهم ترك كل قول لقوله؟! فلا حكم لأحد معه...".
أ.هـ. زاد المعاد صـ5.


وقال
أيضاً -رحمه الله-: "ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-: أنهم إذا كانوا
معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه... من خطبة أو جهاد أو رباط أو
غيره كما قال الله -تعالى-: (إِنَّمَا
الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا
مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ...)(النور:62).


إذا كان هذا في أمر عارض، فكيف بمذهب مطلق في تفاصيل الدين أصوله وفروعه، هل يشرع الذهاب إليه قبل استئذانه (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ)(النحل:43).

فقبل أن تعمل عملاً أو تقول قولاً فارجع إلى سنته -صلى الله عليه وسلم- واستأذنه فيها!!

- ومن الأدب معه:

ألا
تستشكل قوله، بل تستشكل الآراء لقوله، ولا تعارض نصه بقياس، بل تهدر
الأقيسة لنصوصه، ولا يوقف قبوله على قبول ما جاء به -صلى الله عليه وسلم-
على موافقة أحد، فكل هذا من قلة الأدب معه -صلى الله عليه وسلم-، وهو عين
الجرأة"


وقال
أيضاً -رحمه الله-: "ومن الأدب معه -صلى الله عليه وسلم- عدم رفع الصوت
فوق صوته، فإنه سبب لحبوط العمل، فما ظنك برفع الآراء ونتائج الأفكار على
سنته وما جاء به". أ.هـ. من مدارج السالكين3/365 وما بعدها.


قال القاضي ابن العربي -رحمه الله-: "حرمة
النبي -صلى الله عليه وسلم- ميتاً كحرمته حياً، وكلامه المأثور بعد موته
في الرفعة مثال كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه، وجب على كل حاضر
ألا يرفع صوته عليه، ولا يعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه
به.


وقد نبه الله -سبحانه- على دوام الحرمة المذكورة على مرور الأزمنة بقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)(الأعراف:204)،
وكلامه -صلى الله عليه وسلم- من الوحي، وله من الحكمة مثل ما للقرآن، إلا
معاني مستثناة، بيانها في كتب الفقه". أ.هـ. من مختصر تفسير القرطبي 5/ 37.


كان الإمام مالك
-رحمه الله- إذا أراد أن يحَدث توضأ وضوءه للصلاة، ولبس أحسن ثيابه،
وتطيَّب ومشط لحيته، فقيل له في ذلك، فقال: أوقِّر به حديث رسول الله -صلى
الله عليه وسلم-.


وكان يكره -رحمه الله- أن يحدث بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الطريق أو وهو قائم أو مستعجل.

وقال مصعب بن عبد الله: "كان
مالك إذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- يتغير لونه وينحني حتى يصعب ذلك
على جلسائه، فقيل له يوماً في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم على
ما ترون، ولقد كنت أرى محمد بن المنكدر -وكان سيد القراء- لا نكاد نسأله
عن حديث أبداً إلا يبكي حتى نرحمه.


ولقد
كنت أرى جعفر بن محمد -وكان كثير الدعابة والتبسم- فإذا ذكر عنده النبي
-صلى الله عليه وسلم- اصفرَّ، وما رأيته يحدث عن رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- إلا على طهارة، ولقد اختلفت إليه زماناً فما كنت أراه إلا على ثلاث
خصال، إما مصلياً، وإما صامتاً، وإما يقرأ القرآن، ولا يتكلم فيما لا
يعنيه، وكان من العلماء والعباد الذين يخشون الله -عز وجل-.


ولقد
كان عبد الرحمن بن القاسم يذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- فينظر إلى لونه
كأنه نزف منه الدم، وقد جف لسانه في فمه هيبة منه لرسول الله -صلى الله
عليه وسلم-، ولقد كنت آتى عامر بن عبد الله بن الزبير، فإذا ذكر عنده
النبي -صلى الله عليه وسلم- بكى حتى لا يبقى في عينيه دموع.


ولقد
رأيت الزهري -وكان من أهنأ الناس وأقربهم- فإذا ذكر عنده النبي -صلى الله
عليه وسلم­- فكأنه ما عرفك ولا عرفته، ولقد كنت آتى صفوان بن سليم -وكان
من المتعبدين المجتهدين- فإذا ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بكى فلا
يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه".انظر الشفا بتعريف حقوق المصطفى -صلى الله عليه وسلم- للقاضي عياض -رحمه الله-.


وكان
عبد الرحمن بن مهدي إذا قرأ حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- أمر الحاضرين
بالسكوت، فلا يتحدث أحد، ولا يبرى قلم، ولا يبتسم أحد، ولا يقوم أحد
قائماً، كأن على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في صلاة، فإذا رأى أحداً منهم
تبسم أو تحدث لبس نعله وخرج".


وقال
الإمام الشافعي -رحمه الله-: "يكره للرجل أن يقول: قال رسول الله، ولكن
يقول: رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ تعظيماً لرسول الله -صلى الله عليه
وسلم-".


لا كما ينحتها بعض المسلمين تقليداً للمستشرقين وغيرهم، فيكتب: "ص" أو "صلعم".

أخي الحبيب:

هناك آداب أخرى كثيرة مع النبي -صلى الله عليه وسلم- إن التزمت بما قدمناه وفقك الله -تعالى- إليها.

وأخيراً
نذكِّر بقول الحسن البصري -رحمه الله- عندما كان يذكر حديث حنين الجذع إلى
النبي -صلى الله عليه وسلم-، وصياحه، يبكي ويقول: "هذه خشبه تحنُّ إلى
رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأنتم أحق أن تشتاقوا إليه".

نسأل الله أن يرزقنا من فضله. آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islami2.yoo7.com
 
كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  100 سنه ثابته عن الرسول اللهم صلي عليه وسلم
»  مواقف من حياة الحبيب - رسول الله - صلى الله عليه وسلم
»  محبة الرسول صلى الله عليه وسلملفضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح
»  سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
»  100 سنه عن النبى صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات اشبال الاسلام  :: •₪• الإسلامى العام •₪• :: منتدى الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم" والرد على المعتدين-
انتقل الى:  
المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
المنتقبه بفضل الله
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
رجاء
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
محمد
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
Ana Mema
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
اميرة الكون
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
يحــــي الآميـــن
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
محمود شاهين
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap 
اجمل ابتسامة
 كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_rcap كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Voting_bar كيف نتأدب مع الرسول -صلى الله عليه وسلم Vote_lcap